قال ابن بابا العلوي نسبُه ... المغربي
المالكي مذهبُه
الحمد لِلجاعل الأَولياء .. . ورثة الكمّل
الأنبياء
والجاعل النبي خير الأنبيا .. . وشيخنا أحمد
خير الأوليا
حمدا يدوم بدوام النعمِ ... على الخلائق
وكل مسلِمِ
ثم على الفاتح ما قد أغلقا ... ومن به ختم
من قد سبقا
أزكى صلاة وسلام وعلى ... أصحابه وآله ذوي
العُلا
وهاك نظما يكشف الحقيقة ... في ورده اللازم
للطريقة
جعلنا إلهنا من أهلها ... بجاه منشيها وجاه
فضلها
لما سلكت مسلك التحقيقِ ... فيه وأَسرجتُ
دجى الطريق
سميته بمنية المريدِ ... آخذٌ ورد شيخنا
السّديدِ
لولا مخافتي التطويل ... لجئت للمذكور بالدليلِ
لكنني أرجو من المهيمنِ ... تسهيل شرح للنظم
حسنِ
فعند ذا تقرّ بالتصديق ... لِمَا ذكرت لك
بالتحقيق
هذا مع العلم بأني لست ... أهلا لذا وأنني
استهدفت
لكنني أرجو من اللطيف ... حفظي من الخطا
والتصحيف
وأن يكون ذا النظام سببا ... إلى ارتقاء
درجات النجبا
وأن يميتني على دين النبي ... وحب شيخنا
الإمام الطيبِ
قطب الأنام ذي التقى والجود ... حب الرسول
سيد الوجود
عليه أزكى صلوات الرب ... وآله شمِّ الذُّرى
والصّحبِ
ما اشتاق مؤمن إلى طيبته ... وحبّه وحبِّ
آل بيتهِ
/ التعريف بالشيخ رضي الله عنه
ما أنجبت خود من الغواني ... في كل ما مضى
من الزمان
كمثل أمّ شيخنا الرباني ... عائشة الطاهرة
الحَصَان
فما لِحَوَّائِيَّةٍ فخرٌ كما ... لها بشيخنا
إمَام العلما
سوى اللواتي جئن بالمختار ... وحزبه وصحبه
الأخيار
إذ أنجبت به رضي مسدّدا ... مهذبا ممجدا
مسوّدا
من بعلها ذي الشرف الطيني ... والشرف العلمي
والديني
محمد نجل الفتى المختار ... نجل الرضي أحمد
ذي الفخار
نجل المفخم الإمام العالم ... سيدنا محمد
بن سالم
حصل مفخر العلا حين وُلِدْ ... بعين ماضي
ذا بفضلها شهد
أنبته الله نباتا حسنا ... في أرغد العيش
وأنور سنى
زين من أنشأه وخلقه ... بين الأنام خَلْقَهُ
وخُلُقه
فكان ينبئُ بهاء مَنْظِرِهْ ... لِحسنه
لآَمِحُه عن مخبره
لشبهه بسيد العباد ... أحسن كل حاضر وباد
وحفظ القرآن في سبع سنين ... عن شيخه العالم
ذي الدين المتين
وبعد ذا اشتغل بالعلوم ... فجعل الغامض
كالمفهوم
وحاز في صغره قصب السبق ... فيها وقطره
على ذاك اتفق
أفتى ودرّس وذلك على ... صغر سنه نعم ونازلا
ثم أرتقت همته العليّه ... إلى اتباع السادة
الصوفيه
فجال في طلب أهل الله ... عادة كل عابد
أوّاه
وعمره إحدى وعشرون سنه ... لله در أمه ما
أحسنه
فكان من جملة مَن أتاه ... من أولياءِ عصره
الأوّاه
سيدنا الطيب خِلْفَة الفضْلِ ... وفارس
الحلبةِ أحمد الصّقَلِ
وغير هذينك من أهل المنن ... كسيدي محمد
نجل الحسن
وهو الذي قال لهذا الكامل ... تُدرك لا
بد مقام الشاذلي
وبعد ذا رجع للصحاري ... ثم أتى مدينة الجدار
ودرّس التفسير والعلم وجدّ ... في قرع باب
الملِك المولى الصمد
فاحتاز ما احتاز من العبادة ... والحزمِ
والتشميرِ والإفادةِ
فبرقت بوارق الفتح عليه ... وظهرت خوارق
العزّ لديه
فكان يفتتنُ مِن مرآه ... لحسنه جميع من
رآه
فأقبل الناس عليه فزجر ... وشرد الفرار
عنهم ونفر
ثم سما بعزمه القوي ... للحج مع زيارة النبي
فمن تلمسان إلى البيت الأجل ... سنة ست
وثمانين ارتحل
فحل تونس وسوسة سنه ... فأيقظ القلوب من
سجن السّنه
وكان في تونس اذ ذاك ولي ... بشر شيخنا
بحبه العلي
كذا بذا بشّره الوليّ ... سيدنا محمود الكرديّ
وهو الذي قال له أجل ... من الذي للقطب
يا له أمل
وجاء في شوال الكعبة في ... سنة سبع دون
ما توقف
وكان إذ ذاك من الكبار ... بعض بها وكان
ذا أسرار
فانتفع الشيخ به مكاتبة ... ولم تقع بينهما
مخاطبه
فأخبر الشيخ بموته فقال ... أنت الذي ترث
ما لي من كمال
فكان ما قال له وبشّره ... بما الزّبِيبِيّ
به قد أخبره
وبعد فعل حجّه المبرور ... وسعيه هنالك
المشكور
رحل للمدينة المنيفه ... لكي يزور الروضة
الشريفه
فزار خير من له المراحل ... جيبت وذللتْ
له الرواحل
ثمّ التقى مع الرضي السمان ... قطب الزمان
الكامل العرفان
فأخبر الشيخ بكنه حاله ... وما يكون منه
في مآله
وقال للشيخ اقم لتصبغا ... فاعتذر الشيخ
وما له صغا
وأذن القطب له فيما طلب ... من عنده وكل
ما فيه رغب
وسافر الشيخ مع الحجاج ... عن قبر صاحب
اللوا والتاج
لمصر دار شيخه العراقي ... وحين جاءَ هَمَّ
بالتلاقي
مع شيخه هذا فرحب به ... وحين جا أجلسه
بقربه
وكان يلقي كلّ ما يستشكله ... على إمامنا
وعنه يسأله
فظهرت علومه الغزيره ... حتى أتته سادة
كثيره
من علماء مصر للإفادة ... وكل من سأله أفاده
ولتلمسان أتى في القابل ... من حجه وزور
خير كامل
فحل فيها مدّة وزارا ... بفاس إدريس الرَّضِي
مرارا
في عام واحد وتسعين وفي ... هذا التقى مع
خلّه الخل الوفي
تلميذه صاحبه حرازمِ ... صاحب سرّه الإمام
الحازم
ولم تكن معرفة من قبل ... ذاك له بشيخنا
ذي الفضل
حتى تعرّف له فكاشفه ... يوما برؤيا سلفت
مُكاشفه
دلّت على صحبته وذكَّره ... وقد نسِي وبالمعاني
بشره
ومن تلمسان نوى انتقاله ... إلى أبي سمغون
والشلاله
في عام ستة وتسعين ارتحل ... عنها إليهما
بأهله وحل
وسافر الشيخ إلى توات ... لأجل عارف له
مُوّاتِي
كذاك سافر إلى ابن العربي ... تلميذه الحبُّ
الرّفيع المنصبِ
وهو الذي وصّى عليه المصطفى ... صلى عليه
الله من له اصطفى
وفتح الله بهذا العام ... فتحا لشيخي الكامل
الإمام
بأن رآى بالعين عين الرحمه ... يقظة فصار
عين الأمه
وقال دع كلّ شيوخك وذر ... أنا مربيك وشيخك
الأبر
وقال أنت وارثي وحسبي ... وولدي حقا بغير
عتب
وكان فتح شيخنا ذي الدين ... بقصر الإسعاد
أبي سمغون
وأذن النبي للشيخ بأن ... يلقن الأنام ورده
الحسن
وهو صلاتنا على المختار ... خير الأنام
مع الإستغفار
ثّم برأس القرن تمّمه له ... أحسن تتميم
بذكر الهيلله
فلاحت أنوار الهدى عليه ... وبانت أسرار
الرضا لديه
وفاق في الخيرات كلّ عارف ... لغرفه من
منبع المعارف
وفاض بالعلم اللدنِّيِّ ولا ... أتى لشعب
قنة إذ هملا
كم آية فسّرها يوما بما ... قصر عنه شأو
من تقدّما
وكم حديث غامض معناهُ ... بيّنه حتى بدا
سناهُ
وكم لهذا الشيخ من عبارة ... حلّ بها مُستشكل
الإشارةِ
فجعل النّاس من الأقطار ... يأتونه محبة
الأسرار
من آخذ طريقه السُّنِّيَّه ... وناظر بهجته
السنيه
تراه مثل الكعبة المشرفه ... يوم الطواف
أو كمثل عرفه
يعشو إلى أنواره السعيد ... وعنه يعشو الجاهل
المَريد
وكلما اتاه حِبُّ حاجِ ... يجده كالصيِّب
الثجاج
خالص إحسان ومحض رحمه ... أكرم ربنا به
ذي الأمه
ثم إلى فاس مدينة الفخر ... ظَعَنَ في عام
ثلاثة عشر
وزُينت ببهجة التجاني ... في العام سادس
ربيع الثاني
وبعد ذا بنحو شهرين أمر ... تلميذه الرضي
عليّا الأبر
بجمعه جواهر المعاني ... عن إذن سيد بني
عدنان
صلى عليه منزل القرآن ... والآل والصحب
مدى الأزمان
عليكم معاشر الأحباب ... ما عشتم الدّهر
بذا الكتاب
عن اذن طه جَمْعُهُ وأَمْرُهُ ... وقدّر
الإمام حق قدره
ومن يُطالعه بإنصاف يرى ... أن خلال الشيخ
ليست في الورى
وليس في ذلك عندي شك ... وخالقي وليس فيه
إفك
وفي المحرم غدا غوثا رشيد ... خليفة عن
المهيمن المجيد
أعطى ذاك شيخنا بعرفه ... حكاه من حقّقه
وعرفه
وبعد شهر وليال إرتقى ... إلى مقامه العزيز
المنتقى
مقامه المكتوم من كل الورى ... سوى النبي
ما وراءه ورا
وسافر الشيخ إلى الصحاري ... بنفسه من بعد
ذا مرارا
وعمر شيخنا العلى فضلا ... ومنصبا حوى بهاء
كهلا
وحين مات شيخنا ذو الشأن ... مات الإمام
العارف الرباني
وترك الشيخ من الأولاد ... من بعده لرحمة
العباد
نجلين منهلين للوراد ... كلاهما كالكوكب
الوقاد
كلاهما بسق كل باسق ... وفاق بالتحقيق كل
فائق
تراهما كفرسي رِهان ... للسبق في المضمار
يجريان
كلاهما ضمن طه المعرفه ... بربّه له فيا
لها صفه
ولهما ضمن خيرا جمّا ... ما خاب من أتاهما
وأَمّا
وكل من أدرك من ذريّته ... يعطى مقاما ساميا
كبغيته
على يد الرسول سيد العرب ... جذبا بلا شرط
يُرى ولا سبب
ما لمفاتيح الكنوز خردله ... في كورة العالَم
بالنسبة له
ومن ضمان أحمد المختار ... لهم غناهم بهذي
الدّار
خادمُهم تسّبح البحار ... له وما فيها كذا
الأشجارُ
ويدخل الجنة من حيث انتقى ... لأجل خدمة
بني ذا المنتقى
في ألفِ ألفِ مرأةِ ورجلِ ... يشفع من بني
أبيه ذا الولي
وكم لهذا الشيخ من كرامة ... عادت على رِفعته
علامة
فما عليَّ إن ذكرتُ منها ... ما يُنْبئُ
الغافل يوما عنها
وما به أُبَجِّحُ المريدا ... وأردع المُنكِرَ
والمَرِيدا
فلا يُطيق حصرها إنسان ... يوما وعنه يعجز
اللسان
وهل يُعَدّدُ حصى البطحاءِ ... أو هل تكت
أنجم السماءِ
من ذلك اتباعه للسنة ... وهي لدى الرّجال
خير منّه
وكان ذا في ذاك لا يُجارَى ... ولا يُضاهى
لا ولا يُبارى
وكان من صِغره مذكورا ... عنه وما زال به
مشهورا
ومنه رؤيةُ النبي الهادي ... وهي لديهم
غاية المراد
وعنه لا يغيب لمحَ بصرِ ... يقظة فيا له
من منظر
في يوم الإثنين أو الجُمعة ... رائيه يدخل
غدا في الجنة
بلا حسابٍ لا ولا عقابٍ ... بل هو آمن من
العذاب
وكل ما يُملي فعن خير الورى ... مترجم بلفظه
بلا مرا
ومنه أن ربه قد شفَّعه ... في كل من قد
كان في العصر معه
وزيد عشرون من السنينا ... لشيخنا مُصحّحا
يقينا
ومنه أن خاتم الرِّسالة ... قال له ما لبلال
قاله
وقيل للشيخ رفيع الذكر ... ما لابن داود
أتى في الذّكر
من قوله هذا عطاؤنا إلى ... آخرها ومثل
ذا لن يحظلا
وكل ما ينال كلّ عارف ... من الخلال ومن
المعارف
فشيخنا أمدّه من النّبي ... وحزبه بنيله
للرتب
فخضعت رقاب الأولياء ... لقدمي شيخي بلا
امتراء
يصعد منبرا من النّور غدا ... يسمو به الكلّ
سنى وسؤددا
ثمّ ينادي عند ذا مُنادي ... يا أهل ذا
الحشر وهذا النادي
هذا إمامكم وذا مُمدكم ... في دار دنياكم
بغير علمكم
طائفةٌ من صحبه لو اجتمعْ ... أقطاب أمة
النبيّ المتبع
ما وزنوا شعرةً من فرد ... منها فكيف بالإمام
الفرد
جعلنا من خلق البريّةَ ... من هذه الطائفة
العلية
وعنه في عدد هذه الفيئهْ ... من صحبه أكثر
من ستمائه
وما بزاويته يُصَلَّى ... قطعا يكون للقبول
أهلا
وكم خصائص للإسم الأعظم ... لغير شيخنا
الرّضي لم تعلم
وكم فَدَافِدَ له قد طُويت ... وكم جمادات
له تكلّمت
وكم يُكاشف بها ممّا يرى ... مطابقا لما
به قد أخبرا
وكم تصَرّفٍ لذا الولي ... في العالم العلوي
والسفلي
وكم علِمْنَا له من إبراء ... حليف أمراض
بلا دواء
وكم له من دفع خطب هائل ... ونصر مظلوم
وردع صائل
وكم إغاثة لذى أسفار ... في الضّنْكِ في
البحار والبرارِي
وكم من الوُلاّتِ عن مرتبتهْ ... لظلمه
عزله بهمّته
وكم له من نصر وال لم يكن ... من قبل ذاك
واليا حتى يمن
وكم إغاثة بغيث وابل ... لغوثنا في عام
جدب ماحلِ
وعُدّ تكثير طعام النّزرِ ... من الكرامات
لهذا الحبر
دعاؤه كصارم بتّار ... مدده كصيب مدرار
فان دعا عليك فالخُسْرُ وإن ... لك دعا
فأنت بالخير ضمن
وكان محفوظا من الأعداء ... جميعها من غير
ما مراء
ولم يواجهه بمكروه أحد ... من الخلائق على
طُول الأبد
وكم مريد نال فوق مُنْيِته ... من الولاية
لأجل صحبته
كحبّ طه المصطفى ابن العربي ... من نال
من مولاه أعلى الرتب
وكخديمه الرّضِّى عَلِي ... حرازم ذي المنصب
العلي
وكالفقيه العالم ابن المشرى ... صاحب شيخنا
رفيع الذّكر
والتونسي سيدي محمود ... صفيّ شيخنا كثير
الجود
والعلوى الوارث الرباني ... سيدنا الحافظ
ذي العرفان
وكالشريف ذي المزايا الغالي ... والسيد
المفضّل المفضال
وغوث عصرنا التماسيني ... قطب الورى سيدنا
علي
والغيرممّن أدرك الولايه ... من صحبه وفاز
بالعنايه
وكم إمامٌ عالمٌ علاّمه ... نقادة دراكة
فهامه
من ورد شيخنا الإمام قد ورد ... حتى تضلع
وفاز بالمدد
كترجمان العلم والقرآن ... السالك العلامة
الودّاني
والعَمري السيد الحفيان ... ذي العلم والصلاح
والعرفان
والعلوي حبر شنجيط العَلَمْ ... الطالب
العلامة البحر الخضم
والتونسي العالم الرياحي ... جامع بين العلم
والصلاح
وغيرهم من علماء السنة ... أهل الفضائل
وأهل المنة
لاشك أن شيخنا التجاني ... ممد كل عارف
صمداني
يُعطي ويمنع ويسلب فمن ... كمثله من الورى
في ذا الزمن
ومع ما ترى من الخوارق ... على يديْ هذا
الإمام الفائق
يُخفي الخوارق خفاء غاية ... ويبغض المدّعي
الولاية
وكان يَنهي الناس من دعواها ... مخافة السّقوط
في بلواها
سند الورد وبعض فضائله
أخذ هذا الورد شيخُنا الإمام ... عن الرسول
المصطفى خيرالأنامِ
يقظة وكل ما سيذكر ... من المآثر فعنه ينشر
آخذه سكناه عليُّون في ... جوار سيد الورى
المشرف
ويغفر الله له الكبائرا ... من ذنبه ويغفر
الصغائرا
والتبعات من خزائن المجيد ... أداءها لا
حسنات ذا المريد
لذاك كان آمنا في الحشر ... من هوله ومن
عذاب القبر
وزوجه ونجله لا الحفدة ... فيما مضى كذاك
من قد ولده
إن لم يكن منهم للشيخ صدر ... بغض وإلا
ما لهم وما غبر
ولن يموت من يُحبّ شيخنا ... إلا إذا نال
ولاية المنى
من لم يتب من بغضه مات على ... كفر أعاذنا
الإله ذو العلا
وصحبه لا تُدرك الأقطاب ... رتبهم من طيبه
قد طابوا
وكل من عمل لله عمل ... فرضا ونفلا وقبوله
حصل
يُعطيهمُ عليه مُعطى الفضل ... وهم رقود
وقت ذاك الفعل
أكثر من مائة ألف ضعف ... ما أعطى العامل
دون خلف
لدى الممات والسؤال يحضرُ ... نبينا لهم
وذا مفتخر
يَسوءه ما ساءهم ولهمُ ... لطف عن الأنام
قد خصّهمُ
يُجيزهم على الصراط دون مين ... ربُّ الورى
أسرع من طرفة عين
من حوض خير الناس يشربونْ ... وتحت ظلّ
العرش واقفون
ولو رأت أكابرالأقطاب ما ... أعدّ خالق
الورى تكرّما
لهؤلاء لبكوا عليه ... واستنقصوا ما ركنوا
إليه
سبعون ألف ملك تذكر مع ... ذاكرنا مِنْ
غير شكّ قد وقع
وأجر ذاك كله لمن ذكرْ ... وذا لأجل قطبنا
النّدب الأبر
يُجالسون سيد الأبرار ... نبيّنا في اللّيل
والنّهار
ونسبة المذكور للذي انكتم ... كنسبة النقطة
للبحر الخضم
جعلنا الإله من ذي الناس ... بجاه شيخنا
أبي العباس
ومن رأى ذا الفضل ثم اتكلا ... عليه فاعلا
لما قد حظلا
يسب غوث العالم التجاني ... شيخ الشيوخ
العارف الرباني
فعند ذاك لا يموت إلا ... إذا بحلية الشقا
تحلّى
أنظره في جواهر المعاني ... في فيض قطب
العالِم التجاني
ومنِ لمكر الله ربنا أمنْ ... فذاك بالخسران
والطرد قمن
وجاء ذا الوعيد في القرآن ... أعاذنا الله
من الخسران
فالأنبيا على علي رتبهم ... لم يأمنوا بذاك
مكر ربهم
/ صفة المقدم
يعطيه من قدّمه الشيخ ولا ... يقدّم الغير
سوى من حصلا
ذاك له من شيخه ويجري ... ذا في المقدم
ممر الدهر
وليس يخلو الدهر من مقدم ... ملقن أوراد
هذا العلَم
/ مايلزم من أراد أخذ الورد وما يلزمه بعد أخذه
يُعطى لكلّ مسلم تحملا ... عدم زور الأوليا
مسجّلاَ
سواء الأمواتُ والأحياءُ ... وتخرجُ الصَّحب
والأنبياءُ
لا بأس أن يزور بعض الفقرا ... بعضا وذاك
حسن إذا جرى
وكل من أخذ عن شيخ وزار ... سواه لم ينفع
به ولا المُزار
ونحن ما لنا بزورهم غرض ... لما نهانا عنه
خير من فرض
ومع ذلك لنا منه عوضْ ... صحيح الإسناد
بلا شك عرضْ
فمن تلا جوهرة الكمال ... في عَدَدٍ نَاوٍ
بِهَا ذا التالي
لحضرة النبي ذي المعالى ... زيارة لسيد
الأرسال
كانت له تعدل زور الرُّسل ... والأنبيا
وكل قطب وَوَلِيّ
لأنه كأنه قد زارا ... نبينا فيا له فخارا
فافعل فدًى لك أبي وأمّي ... ما قلته تظفر
بخير جمّ
وليس ذا منّا تكبّرا على ... ساداتنا ذوي
المزايا والعُلا
كلا جنابهم لدينا محترم ... لِمَ لا وهمُ
أهل المعالي والكرم
وترك غيره من الأوراد ... وعدم التّركِ
إلى المعادِ
ومن لبعض ما تقدم نبذ ... يخسر في الدّارين
إن كان أخذْ
وذا الوعيد قاله خير الورى ... لشيخنا يقظة
بلا مرا
ومن يتب من فعله ويندم ... ثمّ يجدّد الطّريق
يسلم
كذاك فعل ما به الهادي أمر ... وترك ما
عنه نهانا وزجر
تحذيره كان من القلبية ... للنّاس أكثر
من الجليّه
لكونها من فعلهم خفية ... مع زجره عن كلّ
ما معصيّه
وشدّد التحذير في الذي انتقل ... عن النبي
كونه يحبط العمل
وكان يغرى بِنروض العين ... لكونها هي أساس
الدّين
مع كونه يغرى بكل أمر ... أتى عن النبي
أو في الذكر
وبالمكفرات للذنوب ... وبالمطهّرات للقلوب
ومن عليه كتب المجيد ... فليس لازما له
التجديد
كذا الصلاةُ بشروطها التي ... قد قرّرت
في كتب أهل السنة
إياك إياك ونقر الديك لا ... تفعل لكونه
الصلاة مبطلا
وصلّ مع جماعةٍ سنية ... إيّاك إيّاك مع
البِدعيه
فلا تصلّ قال خلف منكر ... إنكاره أعظِمْ
به من مُنكّر
ومن يجالس مبغض الشيخ هلك ... وضل في مهامه
وفي حلَكْ
وشدد النّهي لنا الرسولُ ... في ذاك فلتعملْ
بما يقولُ
إختر لنفسك الذي أطاعا ... إن الطباع تسرق
الطباعا
والشيخ قال هو سمٌّ يسري ... يحل من فعله
في خسر
وهو عند الصادقين قد وضحْ ... نعم وقد جرّب
ذلك فصح
فالهَرب الهَرب عمّا قلتُ لكْ ... نصيحة
ولو يكون ولدكْ
والحذر الحذر أن تؤذيَ منْ ... كان أخاك
في الطريقة احذرن
لأنها عن شيخنا التجاني ... إذايةٌ للمصطفى
العدناني
وسيد الوجود في ذا شدّدا ... مُصرّحا بنهينا
مؤكّدا
وقال إن مَنْ يكون يفعله ... صار هباء في
هواء عمله
وذا لحبّ سيد الوجود ... حبيب حبه الكثير
الجود
أعوذ بالمصور العلي ... مما غدا إذاية النبي
حاصله باغض وحابب فيه ... ودع مقال الناعق
السّفيه
وزره واستمد منه واتبع ... ما صحّحت عنه
وسمع
لأنه حِب وقفوٌ للنبي ... وصحبه يا فوز
من به حبي
ولتنسبن إليه رغم منكرِه ... في وجه من
أحبه ومن كره
واتخذ السّبحة للإعانة ... وعمل الإمام
ذي الدّيانه
ومن يكن لما سواه طَرحا ... لأجل وردنا
فذا قد أفلحا
يا فوزه دخل في ضمان ... خيرالورى نبينا
العدناني
والعكس إن تاب وجدّد فقد ... نجا من الرّدى
وفاز بالرّشد
لكنّه إن لم يتب ممّا فعل ... خسر ثم ليس
ينجيه عمل
وليس شيخه له بنافع ... لكنّه يتيه في البلاقع
أعاذنا الله من البلاء ... والكفر والخسران
والشقاء
/ وقت الورد
مختارِ ورد الصبح جاء مصححا ... من بعد
ما صلاته إلى الضّحى
أما الضروريُُّ فمن ذاك إلى ... مغرِبنا
وهو لمن قد شغلا
مختار ورد العصر بعد العصر ... إلى العشا
وغيره للفجر
ولا تقدّمن في النهار ... ذا الورد للعذر
على المختار
وجائز تقديمه للعذرِ ... من بعدما تقرأ
ورد الفجر
في الليل ثم ليس من إشكال ... لفضل ذكر
الله في الليّالي
وورد صبح إن تقدّمه على ... مختاره بعد
العشاء نقلا
بقدر ما يتلى من القرآن ... خمسة أحزاب
بلا توان
تخيير ذات الحيض والمريض قد ... ثبت في
الذكر فليس ينتقد
وقصة الديك على الندب دليل ... وحجة لذكر
من كان عليل
ويلزم القضاء للوردين من ... يفوته وقتهما
من الزّمن
/ شروطه وما يلحق بها
شروط ذا الورد طهارة الحدث ... بماء أو
تيمّم مع الخبث
من جسد أو ثوب أو مكان ... وستر عورة عن
الأعيان
وعدم النّطق له لغير عذر ... وليكن النُّطق
له بالنذر
ونية لدى شروعك وتي ... هي التي تدعى شروط
الصحةِ
وتارك لبعض ذا الذي مضى ... عليه في الوقت
وبعده القضا
ومن شروطه على من قدرا ... عليه لا سواه
أن يستحضرا
صورة شيخه وينوي المددا ... وأنه بين يديه
قاعدا
لكن من الذي ذكرت أنفع ... ومنه أكمل ومنه
أرفع
وأعظم استحضار صورة النبي ... أفضل أبناء
نساء العربِ
ناويا اقتباسه الأنوارا ... وأنه بين يديه
صارا
عليك بالهيبة والوقار ... إذ ذاك والتعظيم
والإكبار
ومع ذا استحضار معنى الذكر ... في القلب
من كان لذاك يدري
ومن يكن لم يدره فليستمع ... لفظ لسانه
لكيلا ينتفع
ومن يكن يرتل الأوراد ... ينل بما ذكرته
المراد
ولتحذرن اللحن في الأوراد ... لكي تنال
غاية المراد
وهذه الشروط للوظيفة ... وهي التي في وردنا
معروفة
واستقبل القبلة الا لضرر ... مثل مسافر
على ظهر السّفر
وتركك الجهر عليه عمل ... أصحاب شيخنا وذاك
الأمثل
كذا جلوسك إذا استطعتا ... تفعله وعنه ما
شغلت
قلت وعندي حسن من يأتي ... به كمثل هيئة
الصلاة
واقرأ قبيل الذكر ما رويته ... عن شيخنا
وذاك قد صححته
/ أركان الورد
أركانه أستغفر الله مائة ... وصَلِّ مثلها
على خير الفئة
وكون ذي الصلاة بالفريدة ... مفضل برتب
عديدة
وغيرها يكفيهِمُ والعجب ... ممن رأى الفضل
وعنه يرغبُ
وهَلِلَنَّ مائة ولتختم ... بنسبة الإرسال
للمعظم
فهذه الثلاثة الأركان ... لا بد أن يقرأها
الإنسان
ولتقرَأنَّ آخر اليقطين ... من بعد كل مائة
في الحين
وابْنِ على اليقين إنْ شككت ... واستغفرنْ
مائة إن كملت
بنية الجبر لذلك الخلل ... ويجبر الحضورَ
من كل عمل
في الكون من جوهرة الكمال ... ثلاث مرات
لكل تال
ومَنْ ينَكِّسْ فيه سهوًا جَبَرَا ... كمن
يزد سهوا وإلاّ خسر
وقت الوظيفة
ومرة يلزم فعلها المريد ... من بين ليل
ونهار لا مزيد
ومن يخص ليله بغير ما ... ليومه فذاك للحسن
انتمى
ولازم قضاؤها مثل الذي ... سبق في الورد
وغير ذا انبذِ
وما تقدّم لنا في الجبرِ ... في ذي الوظيفة
كذاك يجري
ومن يفته بعضها وياتي ... يفعل كما يفعل
في الصلاة
/ بقية شروطها الزائدة على ماتقدم
من ذلك الجلوس والجمع لمن ... كان له أخ
صحيح في الوطن
وشرطه التحليق والجهر كذا ... عدم تخليط
فراعٍ المأخذا
وتركه لغير عذر شرعي ... أو كل الأوقات
له ذو منع
ونشرنا للثوب ليس يجبُ ... على الذي يذكرها
بل يندبُ
وشيخنا فُعِلَ ذا بمحضره ... فدع مقالة
جهول منكره
/ فضل الوظيفة
تكفيرها ما بين وقتيها اشتهر ... عن شيخنا
غيث البرا غوث البشر
ومن تلا جوهرة الكمال ... سبعا يكون سيّد
الإرسال
والخلفاء الراشدين الأربعه ... ما دام ذاكرا
لها بعد معهْ
وذاك بالأرواح والذوات ... وليس للمنكر
من نجاة
فمن يكن عجز عن تطهير ما ... يلبسه أو حكمه
التيمما
أو كان قد عجز عن تطهير ... بدنه الكثير
واليسير
أو عن طهارة مكان وسعه ... مع النبي والخلفاء
الأربعه
فحكم هذا جعله منها بدل ... عشرين من فريدة
كما انتقل
ولتذكرنْ هذي الصلاة راجلا ... لا راكبا
إذا تكون راحلا
وأشترطوا طهارة الأرض كما ... تفهمه من
الذي تقدما
هذا الذي لسيدي علي ... قطب زماننا التماسيني
/ أركان الوظيفة
أركانها استغفار ربّ العزة ... مائة مرة
بأي صيغة
أو زِد هنا التعظيم قبل نفي ... سواه والقيوم
بعد الحي
وإن تزد فاتل ثلاثين ولا ... يزيد من لذا
الأخير قد تلا
وصلّ بالفاتح خمسين ومن ... لمثلها يزد
ففعله حسن
وهللنَّ مائة ومن يزد ... ثانية ففعله لا
تنتقد
وبعد ذا جوهرةُ الكمال ... تقرأ إحدى عشرة
في الحال
وفي حياة شيخنا قد زادوا ... واحدة فزيدها
سداد
تسبيحنا من بعد كل ذكر ... بما تقدم لورد
يجري
/ حضرة الجمعة
بعد صلاة عصر يوم الجمعة ... يلزم من يكون
ذا الذكر معه
هيللة لمغرب ولا تعد ... وشرط الإجتماع
فيها معتمد
لمن له أَخ وإِلاّ فعلَ ... منفردا ومن
يكن قد شغلَ
جاز له التّرك إلى قبل الغروبِ ... بساعة
ونصفهاَ يأتي الوجوب
ومن يشأ إِلتزم ذكرا عددا ... أَلفًا فصاعدا
بلا حصر بدا
وفعلها كحضرة الخلوتي ... تحسينه ينمى إلى
الثبوت
ومن يفته وقتها لا يلزمه ... قضاؤها بلا
خلاف أعلمه
وتركها يفيت خيرا جمّا ... إلا لعذر عارض
ألَمّاَ
يكفيك في الفضل حضورِ المصطفى ... صلّى
عليه ربنا وشرّفا
/ خاتمة في فضل الياقوتة الفريدة وجوهرة الكمال في مدح سيدالرجال
أما صلاة الفاتح الحسني التي ... يدعون
بالياقوتة الفريدة
ففضلها على مراتب انقسم ... وجلها عن الخلائقِ
انكتم
ومن سوى المكتوم أنّ من تلا ... من هذه
الصلاة عشرا حصلا
ما لم يُحَصِّلْهُ ولي سام ... قدرا وعاشَ
ألف ألف عام
وعدم الإحباط للذي فعل ... ما هو في سواها
يحبط العمل
ومرة واحدة تقرأ من ... هذي تكفر الذنوب
وتزن
من كلّ تسبيح وذكر وقعا ... ستة آلاف ومن
كلّ دعا
ومرة منها بست مائة ... ألف من الواقع في
البرية
من صلواتهم لوقت الذكرِ ... وهي تضاعفا
بهذا القدر
سعادة الدّارين ضامنتها ... في اليوم مرة
مداومتها
ومن يلازم مرة في كل يوم ... منها يموت
مسلما من غير لومِ
وفضلها يحصل مع شرطينِ ... من ذاك إِذن
الشيخِ دون مين
ثم اعتقاد أنها قد برزتْ ... من حضرة الغيب
لمن له سرت
ومرة من الجحيم فديه ... يوم القيامة بغير
مريه
وذا بلا اشتراط ما تقدما ... سبحان من فضلها
وعظّما
وما على النبي صلى أحد ... بمثلها سمع ذا
ذا الأوحد
جوهرة الكمال من إملاء ... إمام الإِرسال
والأنبياءِ
على حبيبه الولِىِّ العالم ... قطب الورى
أحمد نجل سالم
وبعض فضلها تقدم ومن ... لازمها سبعا فأكثر
قَمِنْ
بأن يكون خير الأنبياء ... يحبه ومن الأولياء
ومرة تعدل تسبيح الورى ... ثلاث مرات على
ما سطرا
ومن يكن لازمها سبعا لدى ... منامه يرى
النبي أحمدا
صلى وسلم عليه الله ... ما اشتاق مؤمن إلى
لقياه
وآله الشم المطهرين ... وصحبه الغرّ المحجلين
قد إنتهى بعين ماضى مسقط ... رأس إمامنا
الشّريف الأوسط
جعلنا إلهنا الرحيم ... القادر المقتدر
الكريم
من حوض طه المصطفى نشرب به ... لكونه تاريخه
نشرب به
والحشر أَسأله ربّ الناسِ ... في زمرة الشّيخ
أبى العباس
أنا ووالديْ مع الأحبابِ ... لكي يجيرنا
من الحساب
وأن ينيل من تلا ذا الرجز ... أو من سعى
فيه الرّضى يوم الجزا
وأن يصليَ على من ختما ... به الرسالة ومن به انتمى