-->
الرسائل

الرسائل

الرسائل
المكتبة
جاري التحميل ...
المكتبة

بعض ما يختص بالمريد من آداب الصحبة

بعض  ما يختص بالمريد من آداب الصحبة والأخوة وبيان ما يلزمه من الوفاء وكمال الفتوة :
يقول سيدي الإمام العلامة العارف بالله سيدي أبي المواهب و المرابح
مولانا محمد العربي بن محمد السائح الشرقي العمري التجاني المتوفى سنة 1309 هـ
فى كتابه (بغية المستفيد لشرح منية المريد) :
( و منها أن يحفظَ الأخ قلبَه بقدرِ استطاعتِه من أن يضمِرَ فيه سوءاً لأخيه إذا رأى منه ما يكره
وحِفظ القلبِ من ذلك يكون بتنبيهه إياه على ما كَرِهَه منه، لكن بلطافةٍ وحسن سياسة، بحيث يفارقُ ما كرهه منه وهو لا يشعرُ أنه مقصودٌ من أخيه بذلك التنبيه، وهذا أوْلى متى أمكن لجريه على سنن الأخلاق المحمدية، ولبُعدِه عن مظانِّ الضغينة وغيرها مما يؤدي إلى فسادِ الطويَّةِ. فإنْ لم يكن هذا وأدَّى الحال إلى التنبيه بالكلام، فليكُنْ في الخلا لا في الملا، وبتقديم تمهيدٍ يأنسُ به المنصوح، بحيث يقعُ في نفسِه ذمّ ما أراد أن يأمره الناصح بالتخلية عنه قبل أن يأمرَه بذلك وبإخلاصِ القصْد في ذلك لله تعالى، والعزم على أن لا يذكر ذلك لأحد كائناً من كان.
ومن آدابِ المنصوح هنا: أن يروِّضَ نفسَه لتلقِّي نصيحة أخيه بالقبول، ويعلم أنه إنما فعل ذلك لكمال مودته وصفاء إخائه، فيثني عليه ويجازيه بدعاء الخير على ما أسداه إليه. وقد روي عن سيدنا عمر رضى الله عنه أنه كان يقول: "رَحِمَ الله امرأ أهْدَى إليّ عُيوبي". ومعلومٌ أن الصادقَ يحب من يصدقه والكاذب بخلافه، فلا يحبُّ الناصح كما قال تعالى «وَلكِن لاَّتُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ»(الأعراف:الآية 79).
وليحذر المنصوحُ من ثورة النفس عند سماعِه النصيحة، فيحتقر الناصح ويقول له: مثلك ينصحني! أو ما في معنى ذلك، فإن ذلك من الجفاء ومن أعظم أسباب الإنتكاس والسقوط من عين الله والعياذ بالله تعالى.
قال الشيخ محيي الدين: ومن قالَ لِنَاصِحِه على سبيل شفوفٍ نفسِهِ عليه: مثلك ينصحني، أو لمثلي يقال هذا، فاعلم أنه سقَطَ من عينِ الله تعالى، وقد حَجَبه الله عزَّ وجل عن عبوديته وعن الإيمان، فإن الله تعالى يقول [وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ] (الذَاريَات: الآية 55).
وبالجملة فالذي عليه المدار في هذا الأدب هو حفظ القلب من إضمار السوء للأخ، فإن أمكن تنبيهه على الكيفية السابقة أو التسبب في إزالة الوصف المكروه منه بشيء فذاك، وإن لم يكن ذلك فليجتهدْ في الدعاء له بظهر الغيب من غير تقصيرٍ، وهذا أدنى الدرجات فيما يطلبُ من حقوق الأخوة في هذا الباب.
وليجاهدْ نفسَه بعد هذا في التخلِّي عن إضمار السوء لأخيه ما أمكنه، وذلك لأنهم نصوا على أنَّ أحدَ الأخوين إذا أضمرَ لأخيه سوءاً، وأحرى إذا أضمر كلٌّ منهما للآخر ذلك والعياذ بالله تعالى فقد ارتفعت بينهما الأخوةُ من أصلها، إذ الأخوة مواجهةٌ، كما أفاده من طريق الإشارة قوله تعالى [وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ] (الحِجر: الآية 47).ومتى وقع إضمارُ السوء من أحدِهما أو منهما ارتفعت المواجهةُ وحصلت المدابرة، وبالمدابرة يرتفع وصفُ الأخوة من بينهما والعياذ بالله تعالى.
ولهذا أَمَرَ سيدنا في وصيته الشهيرة لفقراء فاس أن تصحبَ المناصحةَ بالرفقِ واللين من غير ضغينةٍ ولا حقد.
قال في "الجيش الكفيل" على قول سيدنا رضى الله عنه في هذه الوصية من غير ضغينة ولا حقد: "هو تأكيدُ الأمرِ بالرفق والملاطفة، إذ عنهما ينشأ الحبُّ وعن العنف البغضة والحقد".
قال: "ويحتمل أن يريد بذلك أن لا تكون السياسة مصحوبةً بضغينة وحقد من الناصح، لأن المؤمن ليس بحقودٍ كما في الحديث.
ومعنى الحقد كما في "الإحياء" أن يلزمَ قلبه استشغاله والبغضة له والنفار عنه، وأن يدوم ذلك ويبقى، فيثير الحسد والشماتة والهجران والإستصغار والوقوع فيما لا يحلُّ الكلام ومعنى الحق وغير ذلك، وكل ذلك حرام.
وأقلُّ درجاته أن يحترز من هذا كله، ولكن يستشغله بالباطل، ولا ينتهي باطنه عن بغضه حتى يمنع من البشاشة له، والرفق والعناية به، والقيام بحاجته، ومجالسته، والمعاونة على المنفعة له، ويترك الدعاء له والثناء عليه.
وهذا كلُّه ينقص من درجات الدين وإن كان لا يعرض للعقاب" اهـ من "الجيش"، وراجعه إن شئت )

  1. بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الفاتح الخاتم
    أستاذي الفاضل سيدي الحسين أمهال أشكركم جزيل الشكر عن هذه المجهودات الجبارة وعلى هذا الخير العميم الذي أسذيتموه للأمة المسلمة وخاصة السادة التجانين.
    جعله الله في سجل حسناتكم يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ونفعنا به آمين

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عدد مرات مشاهدة

جميع الحقوق محفوظة

الطريقة التيجانية المباركة

2016