انها الطريقة التجانية
بقلم الحسين امهال الحيسوني
ينظر بعض شباب اليوم الى رجال التصوف عموما والى مريدي الطريقة التجانية بالخصوص بعين الازدراء والانتقاص بل ويحكمون فيهم اراء الجاهلين بمنهجها ولبها وفكرها الصوفي المتزن المعتدل .كما يظن البعض الاخر ان الطريقة التجانية لاتعدو ان تكون ارثا من الماضي وعادة اكل عليها الدهر وشرب لا تتماشي والحياة العصرية ولا تساير التمدن ولا تستجيب لمتطلبات الحاضر والمستقبل ولا تستطيع ايجاد اجوبة مقنعة لما يشكو منه الناس من فراغ على مستوى التدين ومن مشاكل اجتماعية ونفسية بسبب الفتن وافكار التشدد المنتشرة في كل بقاع المعمور.
ويظهر ان الطريقة التجانية لقت اذى كثيرا من المشككين والمناوئين والحساد ومن الجهال ممن ارادوا طمس معالمها او اقبار منهجها لكن ذلك لم يزدها الا توهجا وانتشارا مصداقا لقول الله تعالى : فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض .وقوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون.
وقد رايت انه من الواجب علي ان ادلي بدلوي في موضوع تبيان الحقيقة التجانية وتبسيط خصائصها للعام والخاص وفق السبيل المقيم النابع من اسرار الطريقة التجانية المباركة وخصائصها الجلية الواضحة التي تصلح ان تقود البشرية جمعاء الى الايمان الحق والسلم والسلام وصلاح الدنيا والاخرى وتعايش الشعوب ونبد التنطع والتشدد والتطرف والغلو والارهاب المادي والمعنوي.
ان الطريقة التجانية بكل بساطة هي طريق الله عز وجل ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم على انها تمتا ز بما يلي :
1 ان مريديها وجدوا الله في قلوبهم وجدوه اقرب اليهم من حبل الوريد بل انهم يتمثلون نوره في حركاتهم وسكناتهم في حلهم وترحالهم .انهم يحبونه حبا كبيرا جعلهم يعشقون لقاءه ويحسنون به الظن .حبا يفيض فيجعلهم يحبون سائر خلقه فيحسون سعادة منقطعة النظير ولذة لا تعادلها لذة فيهيمون بذكره وتوحيده وتسبيحه واستغفاره حتى انهم ليحيون بذلك الذكر وتحيا به قلوبهم.
2حينما عشق مريدو الطريقة التجانية الله عشقوا كتابه فجعلوه نبراسهم وهداهم واشتغلوا بحفظه وتفسيره والغرف من نوره وتواصوا به خيرا ونظموا له اورادا يومية للمحافظة على تلاوته فلا تكاد تجد زاوية الا وفيها حفاظ كثيرون يجعلونها تهتز بالقراءة وتشتغل بالتدبر والمدارسة.ولا ادل على ذلك من زوايا المغرب الاقصى وحالها مع القران العظيم التزاما بوصايا الشيخ المربي من ضرورة الاعتناء بكتاب الله تعالى حفظا وتلاوة وتدبرا باعتباره ذكرا لله ومنهج حياة.
3وحينما عرفوا الله بحق عظمته البعيدة عن منطق البشر من التجسيد وعرفوا رسالته الخالدة كان من الطبيعي ان يعرفوا النور المرسل بالكتاب وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل الموصوف بالخلق العظيم والبشير النذير والسراج المنير والهادي الى الله بإذنه .الرسول المهيمن على الرسل والانبياء كما ان القران الكريم مهيمن على كافة الكتب السماوية . عرفوه واحبوه ومدحوه وصلوا عليه بكرة وعشيا صلاة زادتهم محبة له وشغفا بسيرته وسنته ووسيلة للشفاعة يوم العرض الاكبر .
4انهم فتية امنوا بربهم فزادهم الله هدى .لكنهم ايقنوا ان الصحبة الصالحة والتزام المربي الناصح في كل الاحوال هو العاصم من الزلل والمنجي من الخلل .فلزموا الشيخ المعلم المربي الراسم لطريق النجاة بمنن الله تعالى عليه من العلم والتقوى وببركة كونه من عثرة المصطفى سلالة بيت النبوة وبما حباه الله تعالى به من فضائل سنفصل فيها الكلام ان شاء الله تعالى . ويكفيه فخرا ان منهجه استطاع ان يجنب المغرب فتنا كثيره ودفع الله به بلاء مستطيرا من الخلاف والاختلاف وساق به فضلا كبيرا من الفتح ونشر الدين في الربوع والافاق .
5-ان الطريقة التجانية ليست بالمنهج المتنطع المتشدد المعسر الذي يدعو الناس الى الملل او فتن التكفير والرمي بالزندقة والفسق وتوزيع اليافطات على المخالفين ذات اليمين وذات الشمال . او منهج من يدعون الجهاد فيقتلون الابرياء ذون وجه حق .الطريقة التجانية طريقة اليسر والمحبة والخير والبشارات والعمل على تجنيب البشرية ويلات الصراع المذهبي والطائفي.
6-الطريقة التجانية ليست ايضا بالمنهج المائع التسيب المستخف بمبادئ الدين واركانه المتلاعب بأحكامه فهي تقر التوحيد الحق والاخلاص التام والايمان الصادق والالتزام الدائم المتصل بما ورد في الكتاب الحكيم والسنة المشرفة وفق مبدا الوسطية والاعتدال تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ان هذا الدين يسر فأوغلوا فيه برفق ولن يشاد هذا الدين احد الا غلبه.
جزيتم خيرا أكثر الله من أمثالكم
ردحذف