رسالة العلامة سيدي احمد بن المبارك اتنهمو الى عموم
الفقراء
الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن لن له كفؤا احدا والصلاة والسلام على كنه الامر وسره وجوهره ولبه سيدنا محمد مشكاة الانوار وقمر
الاقمار وعلى اله وصحبه الاخيار واهله الاطهار.
وبعد فاعلم ان مريد الطريقة التجانية لن يذوق سرها
ولن يصل ماهيتها الا اذا تخلى وتجرد اولا من كل كره كيفما كان وكل ضغينة كيفما
كانت .لان الخير لا يلج على الشر داره ولا
يكشف امامه ازاره .والقلب هو المأوى لهما
معا. فعلى المريد ان يحب خلق الله لله
ويرضى عن ملكوت الله بما فيها من مخلوقات انسها وجنها ودابتها وحجرها وشجرها .فالله اودع في قلبه ما
لا عين رأت من امكان ذلك. فما عليه الا ان يحب وينشر رداء الرضى وهذا هو الاصل اما الكره والبغض والضغينة
والكيد في السر والعلن واضمار السوء للخلق مهما كانت طبائعهم واوصافهم فلن يكون ابدا من اخلاق المريد. وان لم تستطع
فدرب نفسك فإنما تؤخذ الامور بالتمرس . فع هذا وعلمه فقراء مجلسك ومريدي
الزاوية فإنما المسلم داع الى الله وليس
قاضيا يأخذ الناس بما فعلوا فالله وحده من يتولى السرائر فهو يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو العليم الخبير والسلام عليكم ورحمة الله
تعالى وبركاته.
ا